ترى هل يحرمـ القلب , كمــا يحــرمـ الجســـد ؟!!
نعــــمـ ..
إذا تعلق بالله وأنس به كان له إحراما يتزر به عن
الذنـــوب ، هيا لنرى كيف يكون إحرامـ قــــلب ..
~~ ** ~~ **
إحـــرامـ قلـــب !!
إن للقلب إحراماً كإحرام الجسد، وإحرام القلب يشترك فيه الحاج وغيره في تزيي كل مسلم بالإخلاص لكل عمل، كذلك إحرام القلب له محظورات منها: الرياء والسمعة والحسد والضغينة.. إلخ.
والعمل الصالح يشترك فيه الحاج وغيره، وشرطا قبول العمل يشترك فيهما الحاج وغيره: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (الملك:2).
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "أخلصه وأصوبه" قيل يا أبا علي: "ما أخلصه وأصوبه"؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا، لم يقبل، وإذا كان صوابا، ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا. والخالص: أن يكون لوجه الله، والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة وينبغي أن يسأل المسلم نفسه سؤالان قبل الفعل: لمَ أفعل؟ وكيف أفعل؟ فالأول سؤال عن الإخلاص، والثاني سؤال عن الاتباع، وقد كثر سؤال الحجيج عن مميزات الحملات من أكل وشرب وراحة وقليل من سأل عن: لمَ أحج؟ وكيف أحج؟ ومَن طلب الإخلاص رجا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم الخلاص.
كذلك يشترك الحاج وغيره في معنى التلبية لبيك اللهم لبيك إجابة يا رب لك بعد إجابة وطاعة لك بعدها طاعة، ويشتركا أيضاً في التكبير والتحميد والتهليل قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}(البقرة: من الآية203) وقال سبحانه: {وَيَذْكُرُوا اسْم َاللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (الحج: من الآية2
قال ابن عباس رضي الله عنها: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا.
ذكر ابن رجب في اللطائف: أنه رأى بعض الصالحين الحاج في وقت خروجهم فوقف يبكي ويقول: واضعفاه وينشد على أثر ذلك: فقلت دعوني واتباعي ركابكم... أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت! يا حسرة مَن انقطع عن العمل الصالح في هذه العشر! يا حسرة مَن فتحت له الدنيا أسواقها وشهواتها فانغمس وضيع مواسم العبادة فيها.
الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة، فما منها عوض ولا لها قيمة المبادرة المبادرة بالعمل والعجل العجل، قبل هجوم الأجل، قبل أن يندم المفرط على ما فعل، قبل أن يسأل الرجعة فيعمل صالحا فلا يجاب إلى ما سأل، قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل، قبل أن يصير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل ليس للميت في قبره.. فطر و لا أضحى ولا عشرناء عن الأهل على قربه... كذاك من مسكنه القبر اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
بقــلمـ :
يسري صابر فـنجـــر